مشاركة
لا تعلم “توبا”، وهو اسم مستعار لفتاة إيرانية، مصير شقيقها الذي اعتقله الحرس الثوري، في يونيو، من منزله وسط العاصمة الإيرانية طهران، بتهمة تزويده “جهات معادية” بمعلومات خلال الحرب بين إيران وإسرائيل. ويشير المركز إلى أن هذه الإحصاءات مستمدة من استطلاعات أجرتها شبكة من ناشطيه داخل إيران وتشمل حالات الإعدام المعلن بشكل رسمي، مؤكدة صعوبة تحديد العدد الدقيق لعمليات الإعدام، لأن السلطات الإيرانية تمنع التحقيق والرصد المستقلين للحالات التي تُنفذ فيها عقوبة الإعدام. وغير الذين اعتقلوا حديثا من المتهمين بالتعاون مع إسرائيل، يحيط الغموض بمصير معتقلين بتهم سياسية، وفي مقدمتهم المتظاهرون والناشطون الذين شاركوا في احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”. وكانت مدن إيرانية شهدت احتجاجات لأكثر من عام منذ سبتمبر 2022، عقب مصرع الفتاة الكردية الإيرانية “جينا أميني” أثناء اعتقالها من قبل شرطة الآداب الإيرانية بحجة عدم التزامها بالحجاب الذي يفرضه النظام على الإيرانيات منذ عام 1979. بعض هؤلاء المعتقلين السياسيين كانوا في سجن “ايفين” الذي تعرضت بوابته لضربة جوية إسرائيلية في 23 يونيو. بحسب ناشطين ومعارضين إيرانيين تحدثت معهم “الحرة”، نقل النظام الإيراني أعدادا كبيرة من معتقلي السجن إلى مكان مجهول في ظل ظروف أمنية مشددة. ويقع سجن “ايفين” في طهران وهو أحد أكبر السجون في إيران وأبرز مراكز التعذيب وفق منظمات حقوقية إيرانية ودولية، وسجن فيها الآلاف من الناشطين السياسيين والمعارضين والصحفيين ومن ضمنهم النساء. ويؤكد الناشط الكردي رفيق حسين بناهي لـ”الحرة” أن النظام الإيراني نقل السجناء السياسيين بسرعة من ايفين إلى سجون “قرجك” و”رجائي شهر”. سرخاني ناشط مدني ومدافع عن البيئة، أمضى عقوبة السجن لأكثر من 3 سنوات في سجون إيران بتهمة ممارسة أنشطة مدنية وبيئية عام 2012. ويضيف “النظام الإيراني يزود السجناء بأسوأ الطعام وبكميات قليلة جدا، ويمنع الدواء عن المرضى، ويضطر السجين إلى شراء الطعام والماء على نفقته الخاصة وبأسعار خيالية، أما حراس السجن فيروجون للمخدرات بشكل علني داخل السجن ويبيعونها للمعتقلين”. ووفق بهرامي ينتظر العشرات من المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام بتهم أمنية تنفيذ الاحكام عليهم، محذرا من إمكانية تنفيذ النظام الإيراني لعمليات إعدام جماعية ضد المعتقلين. ووفقاً للإحصاءات السنوية الصادرة عن مركز الإحصاء والمنشورات والأعمال التابع لجمعية نشطاء حقوق الإنسان في إيران، نشرتها وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا”، أعدمت إيران نحو 930 شخصاً خلال العام الماضي 2024، وهو رقم اعتبرته الجمعية “الأعلى” ضمن اعداد الإعدام المسجلة خلال السنوات الـ 12 الماضية. عثمان شاب كردي من كردستان إيران، يواصل البحث عن والده المعتقل منذ نوفمبر 2022، فالجهات الأمنية الإيرانية والمحاكم نفت لوقت طويل أنها اعتقلته. وبعد مرور أكثر من عام ونصف على اختفائه أبلغت السلطات الأمنية عائلته، أن استخبارات الحرس الثوري هي التي تعتقله دون الحديث عن تفاصيل اعتقاله والمكان الذي يحتجز فيه. يخشى اردلان من مقتل والده تحت التعذيب، لكنه لا يستطيع تأكيد ذلك فالحصول على معلومات عن المعتقلين صعب جدا داخل إيران، بسبب التعتيم الذي تمارسه السلطات على هذه الملفات. اضطر اردلان إلى الهرب مع والدته من إيران بعد تزايد ضغوطات الأجهزة الأمنية الإيرانية على العائلة، خشية التعرض للاعتقال والقتل، انتقلت العائلة سرا إلى احدى مدن كردستان العراق قبل نحو عام. اعتقل رزكار بيكزاده باباميري، والد جينو، من قبل الحرس الثوري في مدينة بوكان بكردستان إيران، لمساعدته المتظاهرين عبر معالجة المصابين منهم خلال احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”. “أصبح وضع السجناء الأكراد، وخاصة المتهمين منهم بالاتصال بإسرائيل، أكثر خطورة”. تقول. “يستخدم النظام السجناء لإرسال رسائل سياسية وتبرير قمعه الداخلي. فيصوَّرهم كجزء من رواية مُلفقة تربط المقاومة المدنية أو الهوية الكردية بمؤامرات أجنبية” تتابع جينو. وشنت الأجهزة الأمنية الإيرانية حملة واسعة خلال أيام الحرب الاثني عشر بين إسرائيل وإيران وبعدها بتهم التعاون والتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. ونشرت وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني في 5 يوليو 2025، مقالة افتتاحية وصفت فيها إعدامات عام 1988 بـ”التجربة التاريخية الناجحة”، ودعت بشكل علني إلى تكرارها ضد المعتقلين الحاليين. وفي نهاية يونيو الماضي طالب رئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إجئي، إلى محاكمة “سريعة” للمعتقلين الذين يتهمون بالتعاون مع إسرائيل، قائلاً إنه يجب “معاقبتهم بما يتناسب مع ظروف الحرب”. شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN مؤسسة غير ربحية يمولها الكونغرس من خلال هبة مقدمة من الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، وهي وكالة حكومية مستقلة. توفر الشبكة منبرا لتبادل الآراء والأفكار، وتقدم أخبارا ومعلومات موضوعية ودقيقة لجمهورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنقل صورة حقيقية عن الولايات المتحدة وسياساتها، وعن الشعب الأميركي، دعماً للحريات العالمية.
مشاركة