مشاركة
“عربات جدعون” تلتهم أحياء غزة.. رصدٌ بصور الأقمار الصناعية يُظهر كيف يمسح الاحتلال مناطق أخلاها من سكانها الثالثة: وتشمل دخول قوات برية لاحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة بشكل تدريجي، وهي خطوة تمهد لوجود عسكري طويل الأمد للاحتلال في القطاع. ويقول الاحتلال إنه يهدف من هذه المرحلة إلى القضاء على حركة "حماس" وتدمير أنفاقها. وإلى جانب عمليات القصف، يعتمد جيش الاحتلال على شركات مدنية تشارك في عمليات هدم الأبنية والمنازل بالجرافات. وتُسهم هذه الشركات في هدم ما تبقى من أبنية متداعية سبق أن تعرّضت للاستهداف بالصواريخ. في المناطق المجاورة لخزاعة، طالت عمليات التجريف والتدمير منطقتَي "عبسان الكبرى" و"عبسان الصغرى"، بعد عملية "عربات جدعون"، وهما منطقتان تقعان أيضاً في شرق محافظة خان يونس. تُظهر مقارنة عبر صور الأقمار الصناعية لعبسان، قبل بدء العملية العسكرية وبعدها، حدوث تدمير ممنهج للأبنية على جانبي الطريق الرابط بين "عبسان الكبرى" وخزاعة. تمتد عمليات التدمير الممنهَجة من قبل الاحتلال إلى منطقة الفخاري، في شرق خان يونس. وكانت هذه المنطقة معروفة بأراضيها الخضراء المستخدمة في الزراعة، لكنها أصبحت الآن قاحلة بسبب الحرب وعمليات التجريف. يتركز الجزء الأكبر من التدمير والتجريف في الجنوب الغربي من الفخاري، وتحديداً عند منطقة "موراج"، التي يُنشئ فيها جيش الاحتلال ممراً يهدف من خلاله إلى عزل محافظة رفح في الجنوب عن بقية مناطق القطاع. توجد في المنطقة العديد من المنشآت الحيوية، أبرزها المستشفى الأوروبي، الذي تعرّض يوم 13 مايو/ أيار 2025 لقصف تسبب في استشهاد 34 فلسطينياً. ويظهر الدمار واضحاً في محيط المستشفى، الذي استهدفه الاحتلال بأحزمة نارية. في ذات المنطقة، يدمّر الاحتلال مزيداً من الأبراج السكنية في مدينة حمد الواقعة في خان يونس. وتُظهر مقارنة عبر صور الأقمار الصناعية آثار تدمير أبراج بعد قصفها، مثل برج Q9 الذي تعرّض للاستهداف يوم 1 حزيران/ يونيو 2025، وقبله تعرّض برج A4 للاستهداف أيضاً. يُظهر تتبّع "عربي بوست" للدمار في هاتين المنطقتين أن الاحتلال يدمّر العديد من المباني، وتُظهر صور الأقمار الصناعية عمليات تجريف واضحة في منطقة "قيزان النجار"، لا سيما في المنطقة الواقعة شمال "غوش قطيف". في جنوب قطاع غزة. وكان "عربي بوست" قد رصد كيف يمسح الاحتلال حرفياً أحياء المحافظة من خلال القصف والتدمير بالجرافات، ويُحيلها إلى منطقة غير صالحة للسكن البشري. وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما لا يقل عن 180 ألفاً بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
مشاركة